(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ)
والآية تهدينا إلى أنّ الرسالة جزء من ذلك الغيب الذي يظهر عليه من يرسلهم بها ، وإنّ اطلاعهم على بعض الغيب لدليل على كونهم رسل ربّ العالمين ، ممّا يقيم الحجة على العقلاء ويفرض إتباعهم عليهم ، فذلك إذن ممّا يعينهم في إبلاغ الرسالة من جهة ، وإقامة الحجة الداعية إلى تبليغها على الأنبياء أنفسهم بحيث لا يبقى لهم عذر لو قصّروا حاشاهم.
(وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ)
إحاطة عامة شاملة.
(وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)
أي إحاطة مفصّلة بالأرقام والدقائق ، وحيث يفعل الله شيئا فإنّ فعله يرتكز على العلم والحكمة ، وإنّما يطلع بعض رسله على الغيب لإحاطته بهم ومعرفته بصلاح ذلك وضرورته.