الطلاق يهتزّ منه العرش» (١)
وجاء في حديث آخر عنه ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «لا تطلّقوا النساء إلّا من ريبة فإنّ الله لا يحب الذوّاقين والذوّاقات» (٢)
إلّا أنّه تعالى يشرّعه لأنّ الروابط الزوجية في نظر الإسلام إنّما وضعت لأهداف فردية وأسرية واجتماعية وحضارية ، فإذا أصبحت لا تؤدي الأغراض أو أضرّت بها فإنّ الطلاق يصير الأولى منها.
وحيث أنّ الطلاق عملية هدم لكيان الأسرة فقد أسّس الله دينه على الوقاية منه ، وفي هذا السياق تنتظم الكثير من القيود التي وضعت ليصبح الطلاق مشروعا ، كوجوب العدّة ، وبقاء الزوجة في بيت زوجها حينها لا هو يخرجها ولا هي تخرج منه ، وحضور شاهدي عدل حين الطلاق ، وما إلى ذلك.
ولا يعتبر الإسلام الطلاق مسألة شخصيّة يتصرف فيها الرجل كيف يشاء ـ كما يظن البعض ، وكما هي عند بعض المذاهب ـ إنّما هو قضية اجتماعية قس كيان الأسرة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة. لذا يضع الله حدودا يحذّر من تجاوزها ، بل لا يقع الطلاق من الناحية القانونية والواقعية والشرعية إلّا ضمنها.
ويلاحظ إلى جانب السياق الذي يعالج مشكلة الطلاق من الناحية القانونية تأكيدات متتالية على أهمية التقوى وبصيغ مختلفة ، لأنّها الدرع التي تحصّن المجتمع ضد المشاكل كالطلاق ، ولأنّها الضمانة الحقيقية والأهم لالتزام الإنسان بحدود الله وتنفيذها في كلّ مكان وزمان.
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٣٠٤.
(٢) المصدر.