أمرهم. لماذا؟ لأنّهم قالوا : «أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا» فمن الذي خسر أهم أم الرسل الطاهرون؟
كانت تلك عاقبة أمرهم في الأولى ، وفي الأخرى ينبّؤهم الله بما عملوا ويتمّ عليهم الحجة البالغة ثم يعذّبهم ، ويا ويلهم!!
في ذلك اليوم يربح المؤمنون الجنة تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، وإنّه حقّا فوز عظيم.
وهكذا يبلغ السياق محور السورة ، ويبيّن كيف يفوز عباد الله الصالحون في يوم التغابن ، وذلك عبر بصائر تترى :
الأولى : الرضا بالقدر ، والإيمان بأنّ كل مصيبة تصيبه فبإذن الله.
الثانية : الإيمان هدى القلب ، وبه يعرف الإنسان سبيل النجاة عن المصائب وبه يتحدّاها.
الثالثة : الطاعة لله وللرسول ، والتوكل عليه.
الرابعة : الحذر من أقرب الناس إليه (وهم الأزواج والأولاد) لأنّ فيهم من هو عدو له ، ولكنّ الحذر لا يتحوّل عند المؤمن إلى عداء أو جفاء أو مواقف حدّية.
الخامسة : اليقظة التامة من (حب) الأموال والأولاد و(الافتتان) بهم.
السادسة : التقوى بكلّ استطاعته ، (والاجتهاد في الطاعة) ، والاستماع إلى أوامر الشريعة ووعيها ، والطاعة للقيادة الرشيدة ، والإنفاق وتجاوز شح الذات.