الحقيقة.
(وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)
وآية ذلك أمره الذي يتنزّل لتدبير كلّ شيء. وعلم الإنسان بقدرة الله على كلّ شيء وعلمه المطلق وبالتالي إيمانه بذلك هو الذي يزرع في نفسه التقوى ، حيث يخشى سطوة الله القادر ، ويتحسس رقابته عليه فلا يعصيه في علن ولا خفاء.
وكلمة أخيرة : إنّ الإنسان الذي لا يتخذ الخليفة وسيلة لتكامل معرفته وإيمانه بربه ضال عن هدف الخلقة ، أو تدري كيف؟ لأنّ الله سبحانه قد خلق ما في الأرض للإنسان حتى أصبح الإنسان محور الخليقة ، فهل خلقها لجسده أم لروحه؟ إنّ الإنسان لا يتميّز بجسده عن أي حيوان آخر ، ولا فضيلة له في ذلك أبدا. إذا حكمة الخلق تكمن في روحه ، وماذا في روح الإنسان غير العقل الذي ينمو بالنظر في آفاق السموات والأرض؟! فمن لم يتكامل عقله فإنّه ليس يبطل حكمة خلقه فقط ، بل وحكمة الوجود من حوله أيضا. أليس كذلك؟