فهناك سبع سماوات ، فما هي السموات السبع؟ هل هي ما تحيط بالأقاليم السبع من الفضاء القريب ، باعتبار أنّ السماء هي الجهة المقابلة للأرض ، فإذا كانت الأرضون سبعا ـ حسب تقسيم الناس يومئذ ـ فإنّ سمواتها أيضا سبع ، وعلى هذا فإنّ الأرضين السبع هي تلك الأقاليم المشهورة في أدب العرب وفي عرف الذين خوطبوا بالقرآن ، وقد جاء في حديث الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها» (١) ، أم أنّ السماوات السبع اشارة إلى الكواكب أو إلى سبع منظومات شمسية أو إلى المجرات؟ لعلّ الإنسان يطلع على معاني أخرى إذا تقدّم به العلم. والمماثلة بين السماوات والأرضين هنا قد تكون عددية وجنسية حيث أنّ الأرض من رتق السماء.
(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ)
«والأمر» : سنن الله وقضاؤه وتقديراته وما يبدو له ممّا يدبّر به شؤون الخلق ، ولعلّ ذلك سمّي أمرا لأنّ الله وكّل ملائكة على كلّ شيء ينفّذون إرادته في الكائنات ، فهو يأمرهم من فوقهم وهم يعملون بما يريد.
وإذا نبحث عن الفلسفة الأساسية التي خلقت من أجلها السماوات والأرض ، وبالذات السماوات التي لا يطالها الإنسان فإنّنا سنجدها ليست المتعة بالنظر إليها ، ولا ما تقوم به من دور في وجوده وحياته ، إنّما هي كما له المعنوي والروحي بمعرفة ربه من خلال أسمائه المتجلّية في الكون من حوله.
(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
حيث تتجلّى آية قدرته في الخلق العظيم للسماوات والأرض لتهدينا إلى هذه
__________________
(١) نهج خ ٢٢٤.