من تحت ، ثم يسحبون عليها ، وبعضهم عمي يترددون ، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فيسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتنا من الجيف ، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم ، فأمّا الذين بصورة القردة فالقتات من الناس (أي النمّامون) وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت ، وأما المنكّسون على رؤوسهم فآكلة الربا ، والعمي الجائرون في الحكم ، والصمّ البكم المعجبون بأعمالهم ، والذين يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم ، والمقطّعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران ، والمصلّبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان ، والذين أشدّ نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ، ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم ، والذين هم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء» (١).
[١٩] ولأنّ الإنسان محور خلق عالمنا فإنّ سائر ما في الخليقة يتصل به ويتغيّر معه ، فترى الأرض والسماء المحيطة بها تخضع لتطورات هائلة.
(وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً)
فتلك السماء التي جعلها الله سقفا محفوظا غدت منفطرة منشقة ، ولعلّ تلك الأبواب تكون مهبطا ظاهرا للملائكة ، ومعراجا للمؤمنين إلى الجنة ، ومخرجا للكفّار إلى النار.
[٢٠] أمّا الجبال التي كانت تحافظ على توازن الأرض فإنّها تفقد وزنها ، وتسيّر ، وتنبثّ كما الهباء في الفضاء الأرحب ، ثم تتلاشى وتصبح سرابا.
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤٢٣.