الإطار العام
التوحيد هو قاعدة الانطلاق والهدف الرئيسي لكل رسالات الله ، ويتمثل عمقه الأصيل في علاقة الإنسان المخلوق بر به الخالق ، ولقد تمحورت كثير من الآيات القرآنية فيما تمحورت حول منهجة هذه العلاقة ، بالتأكيد عليها كأصل من أصول الإسلام ، وبيان خلفياتها ومعطياتها وتفاصيل برنامجها ، والمتدبر في سورة (المزّمّل) يجدها تعالج هذا الموضوع من زاوية قيام الليل ، وأقول : قيام الليل لأنّ هذا التعبير أوسع من قولنا : صلاة الليل ، وأقرب لما يعنيه السياق ويندب إليه.
١ ـ ففي البداية يخاطب الله رسوله المزّمل فارضا عليه قيام الليل فرضا كالصلاة والصيام والجهاد ، حيث قالوا : بأنّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ قد خصّ بوجوب قيامه الليل دون أمته ، ويبيّن أنّ الليل عنده وبالتالي عند عباده الصالحين ليس كما يزعم الناس : فرصة لاسترخاء النوم ، لأنّها هزيع من عمر الإنسان ينبغي أن يكون مثل النهار ساحة سعي نحو الفلاح والسعادة ، ومن ثمّ فإنّ الأصل في حياة الفرد الرسالي أنّه يقوم الليل إلّا قليلا نصفه أو ينقص منه قليلا ، أو يزيد عليه ، إلّا