أن تعترضه الأسباب والأعذار الشرعية من مرض وضرب في الأرض وقتال في سبيل الله وما أشبه ، كما تبيّن الآية الأخيرة من السورة (الآيات ١).
٢ ـ ويعتبر الربّ ـ عز وجل ـ ترتيل القرآن (قراءته بصوت حسن وتدبّر) من أهم البرامج في قيام الليل ، إلى حد يمكن اعتباره كافيا عن سائر برامج الليل ، ذلك لأنّ القرآن هو الوسيلة العظمى للاتصال بربّ العزة ، ولأنّه تعالى لا يريد منّا قياما روحيّا مجرّدا ، بل يريد علاقة تنعكس على كل أبعاد الحياة ، حتى تتحول إلى نهج حياة من خلال تدبر القرآن والعمل بآياته (الآيات ٤).
٣ ـ ومع أنّ المؤمن يواجه مصاعب من هذا التكليف الإلهي حيث تحديات النفس وحب النوم إلّا أنّ ناشئة الليل في مقابل ذلك أنفذ إلى أغوار النفس «أشدّ وطأ» وأصدق حينما ينبعث الإنسان من النفس لإصلاح الآخرين «أقوم قيلا» أقوم لقول الإنسان وسلوكه على طريق الحق والسعادة ، وبالذات إذا أخذنا بعين الإعتبار معادلة الزمن اليومي المنشطرة إلى وقتين : الليل والنهار ، فإنّ البشر بحاجة ماسّة وهو يكابد مشاكل الحياة وتحدّياتها بالنهار إلى إرادة التحدي والاستقامة على الطريقة المثلى دون تأثّر بالطبيعة أو بعواملها تأثّرا سلبيّا ، وذلك يعرج إليه ويستلهمه المؤمنون من قيام الليل ، فلا يشطّون في سبح النهار الطويل عن الحق والصواب قيد أنملة (الآيات ٥).
٤ ـ وإذا كان الجميع معنيّون بقيام الليل فإنّ الرساليين بالذات مخصوصون بهذا الفرض الإلهي ، ويتركز الأمر عند القيادة الرسالية إلى حدّ الوجوب بالنسبة للإمام المعصوم ، وإلى قريب من ذلك عند سواه. والسبب أنهم المستأمنون على رسالة الله وجنوده الذين يخوضون الصراع المبدئي الحضاري ضد الباطل ، ويعلم الله كم هي التحديات والضغوط والمشاكل التي يواجهها من يركب هذا الطريق ، وبالتالي