إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً
هدى من الآيات :
هل وراء ذلك اليوم الرهيب أمر آخر؟ بلى. ما هو أخطر منه النار أو الجنة. أوليست جهنم مرصاد الطاغين ، والجنة مفازة كريمة للمؤمنين؟ ولكن لما ذا يلبث الطغاة في جهنم أحقابا متمادية قد تصل إلى درجة الخلود؟ لأنّها سنّة إلهية كما هي سنّة أنّ النار تحرق والماء يتبخّر ، وحيث أنّهم لم يعوا هذه السنّة ، بل وكذّبوا بها وبآيات الله التي حذّرتهم منها ، فإنّهم انتهوا إليها ، بينما المتقون (الذين وعوا هذه السنة فاتقوا النار وتجنّبوا ما يؤدّي بهم إليها) فإنّهم فازوا بالجنة التي استقبلتهم بحدائقها وفواكهها وكواعبها وأمنها وسلامها. إنّها أيضا الجزاء المناسب الذي أعدّه الله لهم.
ويمضي السياق في تحذير الإنسان من يوم النشور ، ويصوّر بعض مواقفه بعد أن يذكّرنا بالله سبحانه ربّ السموات والأرض وما بينهما ، ففي ذلك اليوم تخشع أصوات العباد وأصوات الروح والملائكة الذين يقفون صفّا لا يتكلّمون إلّا من أذن له