الإطار العام
تفكّر حين لم تكن شيئا مذكورا ثم خلقك الله الحكيم المقتدر من نطفة أمشاج. تفكّر في هدف ذلك هل هو سوى الابتلاء؟
هكذا تفتتح سورة الإنسان التي تزرع في النفس خشية الآخرة ، وتجعلها معراجا للشخصية إلى التكامل والسمو حتى تبلغ درجة الأبرار ، الذين تصبغ شخصيتهم الفذّة صفة الوفاء بالنذر ، والخوف من يوم القيامة ، والإيثار ، والترفّع عن شهوة المدح وحب التسلّط على الآخرين.
وتمضي آيات السورة المباركة التي نزلت في شأن أهل الرسول ـ عليهم الصلاة والسلام ـ تمضي في بيان نعيم الجنة التي تختمها بوصفها بالملك الكبير ، وبأنّ ربّهم الرحمن يسقيهم شرابا طهورا.
ولكي لا يعيش الإنسان في أحلام التمنّي والتظنّي يذكّره السياق بأنّ ثمن الجنة الصبر لحكم الله ، والاستقامة ضد ضغوط الآثمين والكفّار ، وذكر الله بالليل