الإطار العام
عند ما تغور النفوس في لجّة عميقة من السبات ، وعند ما تتحجّر القلوب فتمسي أشدّ قسوة من الجلاميد ، وحينما ينساب الإنسان بلا وعي ولا إرادة مع التقاليد الباطلة لا يرضى تطويرا ولا تحويلا .. هنالك تشتد حاجة الإنسان إلى صعقات النذر ، كما الرعود الهادرة توقظ القلب من سباته ، وتستثير العقل من تحت ركام الخرافات.
وجاء الوحي يصدع به النبي النذير ـ صلّى الله عليه وآله ـ إضاءات متواصلة في محيط من الظلام الدامس ، وصعقات بالغة الشدة في بيئة السكوت والجمود ، وبراكين حارقة للمقدسات المزيفة ، والخرافات الجاهلية المتوارثة.
وسورة التكوير واحدة من تلك الصعقات ، فإذا انفتح عليها القلب كاد يتصدّع هولا ، لأنّها تفتح نافذة واسعة على جيشان الحقيقة ، وطوفان التطورات فيها ، إنّها مفتاح التطوير والإبداع في القلب والعقل والسلوك.