وتحدثنا آياتها الفاتحة عن الشمس إذ كورت .. بلى. الشمس التي هي محور منظومتنا هي الأخرى تتكور في يوم رهيب. فلما ذا الاسترسال مع السكون القاتل ، والنجوم كذلك تنكدر ، والعشار تتعطل ، وتمضي آياتها الصاعقة ترسم صورة رهيبة لذلك اليوم لعلّ قلوبنا تتساءل : ما ذا عنا في ذلك اليوم؟ فيأتي الجواب مهولا : «علمت نفس ما أحرضت» عظيم حقا أن نعود إلى أعمالنا التي تتجسد أمامنا ونعلم بها إنّها المسؤولية بكلّ ثقلها ، وتنقلنا الصورة فورا إلى النجوم إذ تخنس ، والكواكب إذ تكنس ، والليل إذ يعسعس ، والصبح إذ يتنفس. أوليست تلك آيات الله الأكثر إثارة لنفوسنا ، والتي تهدينا الى حكمة الربّ وقدرته؟ بلى. فإنّ القرآن قول رسول كريم ، لأنّه وبشهادة العقل والضمير تعبير عن تلك الآيات ؛ إنّه كتاب ينطق عن ربّ الكائنات ، وتنطق الكائنات بحقّانيته.
وفي الختام يصور القرآن لنا تنزّل الوحي عبر أفق مبين ، ويتساءل : فأين تذهبون عن هذا الوحي الحق؟ إنّه ذكر من الله للعالمين ، لمن شاء أن يستقيم.
إنّها ثلاث صور عظيمة : صورة رهيبة عن الساعة ، وصورة جذّابة عن الطبيعة ، وصورة رائعة عن الوحي .. سبحان الله الذي أنزل هذه السورة سبحانه سبحانه!!