كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ
هدى من الآيات :
«كلّا» .. بهذا الردّ القاطع والعنيف يواجه القرآن أباطيل الكفّار في شأن الوحي ، إذ زعموا أنّه سحر يؤثر ، وأنّه قول البشر ، ويوجّهنا إلى ثلاث من آيات الله في الطبيعة ، وهي القمر ، وحين إدبار الليل ، وعند إسفار الصباح ، فعند ما يتدبّر الإنسان في هذه الآيات تتجلّى له ذات الحقيقة العظمى التي تهدي إليها آيات الذكر وهي حقيقة التوحيد ، بل يجدها شهادات هادية إلى الإيمان بالرسالة .. وكأنّها تقرأ عليه الآيات الثلاث (٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧) من المدثر ، وهكذا نجد القرآن في كثير من آياته يربط بين التفكّر في الطبيعة والإيمان بالحق المنزل في الكتاب ، ذلك أنّ القرآن ينطق بسنن الله في الخليقة ، والكائنات تجسّد آيات الله في القرآن ، وهنا وهناك نجد تجلّيات أسماء الله سواء بسواء ، وكلّ واحد منهما يهدي إلى الآخر ، فكما أنّ آياته تكشف عن حقائقها والأنظمة الحاكمة فيها ، وتفسّر ظواهرها ، فإنّها هي الأخرى تهدي إلى الإيمان به (الآيات ٣١) من خلال توافقها مع الكتاب ،