الإطار العام
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)؟ أيّ شيء في كيانه يدل على العبثية واللهو؟ خلقه أطوارا ، أم فطرته القويمة ، أم نفسه اللوّامة التي تبصّره بنفسه رغم المعاذير التي يلقيها ، أم الحجج البالغة وأعظم بها كالقرآن الذي تكفّل الربّ بجمعه وبيانه؟
هكذا تترى آيات السورة تعمّق في وعينا المسؤولية التي تتجلّى في يوم القيامة حيث يسوّي الله حتى البنان ، وحيث تترى فيه الفواقر والدواهي .. ولا يجد الإنسان مفرّا ولا وزرا يلجأ إليه.
هكذا نهتدي إلى محور السورة المسؤولية ، وهدفها تعميق الشعور بها ، والآية التي تتجلّى بها قوله سبحانه : «بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ».
وتفصيل هذه الحقيقة أنّ القرآن يذكّرنا في مطلع السورة بحقيقتين : القيامة والنفس اللوّامة ، ويربط بينهما على أساس أنّهما مظهر للمسؤولية ، فكما يستحثّ الإيمان بالقيامة الإنسان لتحمّلها فإنّ النفس اللوامة هي الأخرى تقوم بذات الدور