الإطار العام
لكي تصلح نظرة الإنسان إلى نفسه جاءت رسالات الله ، قبل أن يكون الإنسان غنيّا أو فقيرا ، شريفا في النسب أو وضيعا ، عربيّا في اللغة والعنصر أو أعجميّا ، أبيضا أو أحمرا أو أسودا .. قبل كل ذلك فهو إنسان ، ومن نظر إليه من خلال ملابساته المادية فقد كفر بلبّه وجوهرته السامية.
وهنا تتميّز الجاهلية عن الإسلام دين الفطرة السليمة والعقل المستنير ، فالجاهلية تقيّم الناس على أساس الملابسات المادية ، بينما الدين الحق يقيّمهم على أساس درجات إيمانهم ممّا يتصل بكلّ واحد منهم كإنسان ، أوليس أصل الإنسان عقله؟
وحامل رسالات الله لا يجوز أن يتنازل عن هذه الميزة الهامة فإذا به يميّز الناس على أسس مادية ، فما قيمة الرسالة إذا ، وكيف يمكنه إصلاحهم يومئذ وتغيير مفاهيمهم الخاطئة وهو الذي يخضع لها؟!