قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً
بينات من الآيات :
[١] (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)
لقد وقف المفسرون طويلا عند هذه الآية ، واختلفوا في معنى المتزمل ، فقال بعضهم : المتزمل بعباءة النبوة ، والمتحمل لأثقالها (١) ، وعلّق العلامة الطباطبائي على هذا الرأي قائلا : ولا شاهد عليه (٢). وفي الكشّاف : كان رسول الله (ص) نائما بالليل متزملا في قطيفته فنبّه بما يهجّن إليه الحالة التي كان عليها من التزمل في قطيفته واستعداده للنوم ، كما يفعل من لا يهمّه أمر ولا يعنيه شأن (٣) ، وروي في الدر المنثور عن جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة ، فقالوا : سمّوا هذا الرجل اسما نصدر الناس عنه ، فقالوا : كاهن ، قالوا : ليس بكاهن ، قالوا : مجنون ، قالوا : ليس بمجنون ، قالوا : ساحر ، قالوا : ليس بساحر ، قالوا : يفرّق بين الحبيب وحبيبه ،
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٧ عن عكرمة.
(٢) تفسير الميزان ج ٢٠ ص ٦٠.
(٣) تفسير الكشاف ج ٤ ص ٦٤٤.