حمامات حامية من غير نار وبها حمام يعرف بحمام الدماقر كبير وأول ما يخرج ماؤه يسمط الحدأة والدجاج ويسلق البيض ، وهو مالح ، وبها اللؤلؤ ، وهو أصغر حماماتها وليس فيها حمام يوقد فيه نار إلا الصغير. وفي جنوبها حمام كبير مثل عين يصب إليها مياه حارة من عيون كثيرة ، وإنما يقصده أهل البلاد ويقيمون به ثلاثة أيام فيبرؤون.
وأما حمص (١٧٤) : فهي مدينة حسنة في مستوى من الأرض حصينة ، مقصودة من سائر النواحي ، وأهلها في خصب ورغد عيش ، وفي نسائها جمال فائق. وكانت في قديم الزمان من أكبر البلاد. ويقال إنها مطلسمة لا يدخلها حية ولا عقرب ، ومتى وصلت إلى باب المدينة هلكت. ويحمل من تراب حمص إلى سائر البلاد فيوضع على لسعة العقرب فتبرأ. وبها القبة العالية التي في وسطها صنم من نحاس على صورة انسان راكب على فرس تدور مع الريح كيفما دارت. وفي حائط القبة حجر فيه صورة عقرب ، يأتي إليه الملدوغ والملسوع ومعه طين فيطبعه على تلك الصورة ويضعه على اللدغة أو اللسعة فتبرأ لوقتها. وجميع شوارعها وأزقتها مفروشة بالحجر الصلد ؛ وبها جامع كبير. وأهلها موصوفون بالرقاعة وخفة
__________________
دمشق إلى طبرية واللجون وقلنسوة واللد وأسدود وغزة ورفح وسيناء فمصر ، وكانت العملة الطبرانية هي العملة المتداولة عند عرب الجاهلية ، واستمرت حتى جاء خالد بن الوليد وأمر بضرب النقود الإسلامية وكذلك وجود الحمامات في العهد الروماني زاد من أهمية موقع طبرية.
(١٧٤) حمص : مدينة تقع في وسط سوريا ، ويمر فيها نهر العاصي ، وهي مدينة قديمة يعود تاريخها الى عام ٢٣٠٠ قبل الميلاد وكانت تسمى في عهد الرومان باسم اميسا. كانت مستعمرة رومانية مهمة. وتقع حمص في القسم الأوسط الغربي من سورية ، على طرفي وادي العاصي الأوسط والذي يقسمها إلى قسمين ، القسم الشرقي وهو منبسط والأرض تمتد حتى قناة ري حمص. والقسم الغربي وهو الأكثر حداثة يقع في منطقة الوعر البازلتية. ، تبعد حمص عن دمشق / ١٦٢ كم / وإلى الجنوب من حلب على مسافة / ١٩٢ كم / وإلى الشرق منها تبعد تدمر / ١٥٠ كم / وإلى الغرب منها طرابلس لبنان على مسافة / ٩٠ كم /. لعل أقدم موقع سكني في مدينة حمص هو تل حمص أو قلعة أسامة ، وفيها كثير من المقامات مثل مقام أبو الهول ، مقام أبو موسى الأشعري والصحابي عمرو بن عنبسة والصحابي العرباط بن سارية في الحولة وغيرها.