العقل. وأما بعلبك (١٧٥) : فهي مدينة حسنة حصينة على رأس جبل مسفح ، والماء يشقها ويدخل كثيرا في دورها. وعلى نهرها أرحية كثيرة وبها أنواع الفاكهة ووجوه الخصب والرخاء ، وفيها قلعة من ثلاثة أحجار ، وهي أعجوبة الزمان.
وأما حلب (١٧٦) : فهي المدينة الشهباء. كانت في قديم الزمان من أوسع البلاد قطرا. قيل أوحى الله عز وجل إلى خليله إبراهيم عليه السلام أن يهاجر بأهله إلى الشونة البيضاء فلم يعرفها ، فسأل الله تعالى في ارشاده إليها ، فجاءه جبريل (١٧٧) عليه
__________________
(١٧٥) بعلبك : مدينة لبنانية تقع في قلب سهل البقاع الذي اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزراعية لامتداد أراضيه ، وتحيط بها من الشرق والغرب سلسلتا جبال لبنان الشرقية والغربية. وهي مركز قضاء بعلبك بمحافظة البقاع ، تعلو بعلبك عن سطح البحر ١١٥٠ م. وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي ٩٠ كلم.تشتهر بعلبك بالزراعة وخصوصا زراعة الخضار والفواكه والحبوب وأشجار المشمش التي تملأ أرجاءها كما أنها تشتهر بالتجارة ، تعود بعلبك إلى زمن الفينيقيين. وعرفت في العهد السلوقي باسم هليوبوليس أو مدينة الشمس. احتلها الرومان في القرن الأول الميلادي وكانت عبارة عن مركز عبادة جوبيتير. وقد شيّد الرومان فيها هياكل شتى. وكانت تقام فيها المهرجانات الدولية التي غابت طيلة أعوام الحرب ، وأشهر ما في بعلبك قلعتها الأثرية التاريخية ، والتي تعتبر مجدا حضاريا لن تعطيه حقه حتى لو بلغت الذروة في الوصف. أشهر آثارها الهياكل الرومانية ومعبد باخوس خاصة. وهي مقصد سياحي مهم يفده الزائرون من كافة أنحاء العالم ، حسبها أنها بنيت على أساطين الرخام التي لم يكن لها نظير.
(١٧٦) تعتبر حلب من اقدم مدن العالم المأهولة بالسكان ، وقد عاصرت مدن نينوى وبابل وروما القديمة. تمثل محافظة حلب ١٠% من مساحة سورية أي ما يقارب ١٨٥٠٠ كم مربع ويبلغ تعداد السكان حسب اخر الاحصائيات أربعة ملايين نسمة تقريبا. ويشكل سكان محافظة حلب المسجلين فيها رسميا / ٩. ٢٢% / من مجموع سكان سورية وهي أكبر محافظة في سوريا من حيث عدد السكان وأصبحت الآن حتى أكبر من العاصمة دمشق. ومن ألقابها الشهباء.
(١٧٧) جبريل أو جبرائيل : أشهر الملائكة المطهرين ، وأحد الملائكة الأربعة الكبار المقربين الى الله ، وهو موكل بابلاغ أوامر الله الى الأنبياء ، وورد ذكره في القرآن ثلاث مرات ، كما ورد رمزا كالروح القدس والروح الأمين الخ ، ويعنى جبريل في العبرية" رجل الله" ورأي آخر يقول" جبار الله" (رءوف أبو سعدة : من إعجاز القرآن ج ١ ، دار الهلال ، ص ١٧٦).