هذا البنيان فأعجز نقضه من أتى بعدهم لأمة عظيمة فذلك تعظيم للفرس واستهانة بالملة الإسلامية. فلم يلتفت إلى مقاله وترك النقض.
والنيل : وهي مدينة حسنة وهي على الفرات العظمى ، بين بغداد والكوفة وأصل تسميتها بالنيل أن الحجاج بن يوسف (١٩٦) حفر نهرا من الفرات وسماه النيل باسم نيل مصر ، وأجراه إليها وعليه مدن عظيمة وقرى ومزارع. ونينوى (١٩٧) : وهي مدينة أزلية قبالة الموصل وبينهما دجلة. ويقال إنها المدينة التي بعث إليها يونس بن متي (١٩٨) عليه السلام.
__________________
(١٩٦) الحجاج بن يوسف الثقفي : سياسي أموي وقائد عسكري ، ولد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف ، في عام الجماعة ٤١ ه. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه ، يعلم الفتية القرآن والحديث ، يعد من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي والعربي ، طاغية متجبر عرف ب (المبير). وخطيب بليغ. لعب دورا كبيرا في تثبيت أركان الدولة الأموية ، سير الفتوح ، خطط المدن ، وبنى مدينة واسط. واختلط في المخيلة الشعبية بروايات مبالغ فيها تدل على ميراث الرعب الهائل الذي خلفه ،
(١٩٧) نينوى : يقول عنها القزويني" بلاد وقرى كانت بشرقي دجلة عند الموصل في قديم الزمان بعث الله تعالى إليهم يونس النبي عليه السلام فدعاهم إلى الله تعالى فكذبوه فخوفهم بعذاب الله في وقت معين وفارقهم فلما دنا ذلك الوقت وشاهدوا آثار عذاب الله خرجوا بالنساء والذراري إلى تل هناك في شرقي دجلة وكشفوا رؤوسهم وتابوا وآمنوا فكشف الله عنهم العذاب.
(١٩٨) كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم ، وينصحهم ، ويرشدهم إلى الخير ، ويذكرهم بيوم القيامة ، ويخوفهم من النار ، ويحببهم إلى الجنة ، ويأمرهم بالمعروف ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده. وظل ذو النون ـ يونس عليه السلام ـ ينصح قومه (قوم نينوى) فلم يؤمن منهم أحد وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ، أما السفينة التي ركبها يونس ، فقد هاج بها البحر ، وارتفع من حولها الموج. وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكبا مغضوبا عليه لأنه ارتكب خطيئة. وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق. فاقترعوا على من يلقونه من السفينة. فخرج سهم يونس ـ وكان معروفا عندهم