يقال إن بها قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وما استدار بتلك القبة مدفن آل علي ، والقبة بناء أبي العباس عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس
البصرة (٢٠١) : وهي مدينة عمرية بناها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهي مدينة حسنة رحبة. حكى أحمد بن يعقوب أنه كان بالبصرة سبعة آلاف مسجد. وحكى بعض التجار أنه اشترى التمر فيها خمسمائة رطل بدينار ، وهو عشرة دراهم. وغربي البصرة البادية وشرقيها مياه الأنهار وهي تزيد على عشرة آلاف نهر تجري فيها السامريات ، ولكل منها اسم ينسب إلى صاحبه الذي حفره ، وإلى الناحية التي يصل إليها ، وبها نهر يعرف بنهر الأيكة وهو أحد نزهات الدنيا ، طوله اثنا عشر ميلا وهو مسافة ما بين البصرة والأيكة ، وعلى جانب النهر قصور وبساتين وفرج ونزه كأنها كلها بستان واحد وكأن نخلها كلها قد غرس في يوم واحد ، وجميع أنهارها يدخل عليها المد والجزر ، والغالب على هذه الأنهار الملوحة. وبين عمارات البصرة وقراها آجام وبطائح ماء معمورة بزوارق وسامريات.
__________________
(٢٠١) البصرة : هي ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد ، وتبعد عن بغداد ٤٥٠ كلم جنوبا ، والبصرة ميناء العراق الرئيسي على الطرف الشمالي من شط العرب ، ملتقى دجلة ، والفرات ، والمؤدي إلى مياه الخليج العربي وحولها بساتين النخيل التي تقدر أشجارها بالملايين. فتحت البصرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة ٦٣٨ م بعد أن كانت خاضعة لحكم الفرس. فأصبحت إحدى أهم المدن في العراق.ثم ازدهرت على عهد العباسيين وأضحت مع الكوفة مهدا للدروس اللغوية. أحرقها الزنج عام ٨٧١ م ثم القرامطة سنة ٩٢٣ م وبدأت بالانحطاط بعد عام ١٢٥٨ م احتلها الأتراك عام ١٦٦٨ م. ثم الانجليز عام ١٩١٤ م ، والبصرة في كلام العرب تعني الأرض الغليظة التي فيها حجارة رخوة ، وقيل هي الحجارة الصلبة ، وسميت بصرة لغلظها وشدتها. وثمة من يقول إن البصرة اسم عجمي معرب ، وأصله باس راه ، وهو يعني بالفارسية ذات الطرق الكثيرة المتشعبة. وإنها شيّدت بالقرب من قرية" البصيرة" التي تعود إلى العصور القديمة في التاريخ