واسط (٢٠٢) : وهي بين البصرة والكوفة ، وهي مدينتان على جانبي دجلة ، وبينهما قنطرة كبيرة مصنوعة على جسر من سفن يعبر عليها من جانب إلى جانب ، فالغربية تسمى كسكران ، والشرقية تسمى واسط العراق ، وهما في الحسن والعمارة سواء ، وهما أعمر بلاد العراق وعليهما معول ولاة بغداد.
وعبادان (٢٠٣) : وهي مدينة عامرة على شاطئ البحر في الضفة الغربية من الدجلة ، وإليها مصب ماء الدجلة ويقال في المثل : ما بعد عبادان قرية. ومن عبادان إلى الخشبات وهي خشبات منصوبات في قعر البحر بإحكام وهندسة وعليها ألواح مهندسة يجلس عليها حراس البحر ومعهم زوارق ، وهو البحر الفارسي شاطئه الأيمن للعراق والأيسر لفارس. أرض الفرس : وهي بلاد فارس ، ومسكنهم وسط المعمورة. وهي مدن عظيمة وبلاد قديمة وأقاليم كثيرة وهي ما دون جيحون ويقال لها إيذان ، وأما ما وراء جيحون فهور أرض الترك ويقال لها قزوين. وأرض فارس كلها متصلة العمائر وهي خمس كور : الكورة الأولى : أرجان ، وهي أصغرهن وتسمى كورة سابور ، والكورة الثانية اصطخر (٢٠٤) وما يليها ، وهي كورة عظيمة وبها أعظم
__________________
(٢٠٢) واسط : مدينة بين الكوفة والبصرة من الجانب الغربي كثيرة الخيرات وافرة الغلات بناها الحجاج بن يوسف الثقفي سنة ٧٨ هجرية وأتمها في سنة ٨٦ هجرية لتكون مقرا جديدا لجنوده منأهل الشام.
(٢٠٣) عبادان : يقول عنها القزويني" جزيرة تحت البصرة قرب البحر الملح فإن دجلة إذا قاربت البحر تفرقت فرقتين عند قرية تسمى المحرزي : فرقة تذهب إلى ناحية البحرين وهي اليمنى واليسرى تذهب إلى عبادان وسيراف والحنابة وعبادان في هذه الجزيرة وهي مثلثة الشكل وإنما قالوا : ليس وراء عبادان قرية لأن وراءها بحرا. ومن عجائبها أن لا زرع بها ولا ضرع وأهلها متوكلون على الله يأتيهم الرزق من أطراف الأرض.
(٢٠٤) إصطخرPersepolis : هي مدينة تاريخية أقامها الإمبراطور الفارسي دارا (داريوس) عام ٥١٨ ق. م بفارس لتكون عاصمة الإمبراطورية الإخمينية. دمرها الإسكندر الأكبر عام ٣٣١ ق. م. وكان بها القصور وإيوان الأعمدة وكانت مدينة حصينة عند سفح صخرة بجنوب شرق إيران على بعد ٧٠ كم إلى الشمال الشرقي من مدينة شيراز.