أرض الدهام : يسار إليها من كركر على شاطئ البحر مغربا ، وهي مملكة عظيمة ولها ممالك كثيرة وجنود ذو وشدة ونجدة وتحت يد ملكهم ملوك وفي مملكته قلعة عليها سور ، وفي أعلاه صورة امرأة يتألهون لها ويعبدونها ويحجون إليها ، وهم أمة كالبهائم مهملون في أديانهم ، وكلهم عرايا يأكل بعضهم بعضا.
أرض غانة : وهي شمالي أرض مغرارة وهي مدينة سميت باسم إقليمها ، وهي أكبر بلاد السودان وأوسعها شجرا وهم في سعة من المال وهي مدينتان في ضفة النيل ويقصدها التجار من سائر البلاد وأرضها ذهب ظاهر. ولهم في النيل زوارق عظيمة وأهلها يستخرجون الذهب يصنعونه كاللبن ويسافر إليها التين والملح والنحاس والودع ، ولا يحملون منها إلا الذهب العين ، ولها ملك ضخم في جنود وعدد ، وله ممالك عديدة فيها ملوك من تحت يده ، وله قصر عظيم النيل ، وفي قصره تبرة واحدة من ذهب كالصخرة العظيمة ، وهي خلقة الله وفيها ثقب كالمربع وهو مربط فرس الملك ويقال إن ملكها مسلم.
أرض قمندوية : وهي شمال أرض مغرارة متصلة بالمحيط وشرقها صحراء ينسر وبهذه الصحراء حيات طوال القدود غلاظ الأجسام في غلظ الخروف السمين وطول الرمح ، وأطول وأقصر ، ويصيدها ملوك السودان ويسلخونها ويطبخونها بالملح والشيح ويأكلونها. وبها جبل قابان وهو عال جدا يقال إن السحاب يمر دونه وليس به شيء من النبات وفيه أحجار لماعة إذا طلعت الشمس تكاد تخطف الأبصار وليس لأحد سبيل إلى الوصول إلى ذروته ولا سفحه لأنه مزحلق ، وفي أسفله عيون عذبة كأن مياهها قد مزجت بالعسل.