وسمقارة : وهي مدينة متوسطة ، وفي شمالها قوم يقال لهم تعامة برابر ، رحالة لا يقيمون في موضع ، ويرعون جمالهم وأبقارهم على ساحل نهر يأتي من جهة المشرق يصب فيه النيل ، ومعاشهم من اللحم واللبن والسمك.
وغينارة : وهي مدينة على ضفة النيل ، وعليها خندق محيط بها ، وأهلها ذو وبأس ونجدة ، وهم يغيرون على بلاد لملم ويأسرون منهم ويبيعون في البلاد. أرض الكرك : وهي مملكة عظيمة واسعة ولها ممالك كثيرة ، ومدينتهم تسمى باسم إقليمهم كركرة وهي على نهر يخرج من ناحية الشمال ، ويجوز عنها بأيام ويفيض في رمال في الصحراء كما يفيض الفرات ، وبها من السودان أمم لا تحصى ، وملكهم عظيم كثير الجنود ، ولهم زي حسن ، وحليهم الذهب الإبريز إلا العوام فإن لباسهم الجلود.
وهي متصلة ببلاد معادن الذهب ، يقال إن الأرض عندهم كلها ذهب ، ولهم خط لا يتجاوزه من وصل إليهم من التجار ومعه متاع ، لكن إذا وصلوا إلى الخط وضعوا متاعهم عليه وانصرفوا ، فإذا كان الغد أتوا إلى أمتعتهم فيجدون عند كل متاع شيئا من الذهب ، فإن رضي أحدهم أخذ الذهب وترك المتاع وإن لم يرض ترك المتاع والذهب إلى غد ، فإن كان الغد وجد زيادة عند متاعه فإن رضي رفع الذهب وترك المتاع وإن لم يرض تركه إلى ثالث يوم ، فمن وجد زيادة أخذ الذهب وإلا رفع متاعه وترك الذهب أو أخذ الذهب مع زيادة. وهكذا يفعل تجار القرنفل في بلادهم في القرنفل ، وربما يتأخر بعض التجار بعد فراغه من البيع والمعاوضة ويضع النار في الأرض فيسيل منها الذهب فيسرقه ويهرب فإذا فطنوا لهم خرجوا في طلبهم فإن أدركوهم قتلوهم البتة.
وبأرض الكركر عود ينبت يسمى عود الحية ، خاصيته أنه إذا وضع على حجر فيه حية خرجت مسرعة ويمسكها بيده فلا تضره أبدا.