الشمال إلى الجنوب ، وهم أمم عظيمة والغالب عليهم الإسلام والصلاح والانقياد إلى الخير.
أرض البجة (٢٣٨) : وأهلها تجاور الحبشة من الشمال وهي بين الحبشة والنوبة وهم السواد ، عراة الأجسام يعبدون الأوثان. ولهم عدة ممالك ، وهم أهل أنس مع التجار ، وفي بلادهم معدن الذهب ، وليس بأرضهم قرى ولا خصب وإنما هي بادية جدبة تصعد التجار منها إلى وادي العلافي ، وهو واد فيه خلق كثير كالبلد الجامع ، وفيه آبار عذبة يشربون منها. ومعدن الذهب عندهم متوسط في صحراء لا جبل حوله بل رماله لينة وسباسب سيالة ، فإذا كان أولى ليالي الشهر العربي خاض الطلاب في تلك الرمال فينظرون التبر يضيء بين الرمال ويعلمون مواضعها ويصيحون فيجيء كل منهم إلى الكوم الرمل الذي علمه فيحمله على هجينة ويمضي إلى آبار فيغسله ويصوله ويستخرج منه التبر ، ويلغمه بالزئبق ثم يسبكه في
__________________
مراجل الذهب ومدن الجواهر ٩٣٥ م وكذلك ابن حوقل ذكرها على انها ميناء يربط أثيوبيا باليمن والحجاز في كتابه صورة الارض. وكانت منطقة تجارية كما ذكر الادريسي وابن سعد وكانت تجارة الرقيقة من أهم الموارد عندهم. كما قام الرحالة ابن بطوطة بزيارتها ولكن لم تعجبه زيلع فكما قال كانت رائحة الذباح تغطي المدينة مما حداه إلى الاقامة في ريف زيلع وذلك في عام ١٣٢٩ م وحاليا ميناء صومالي في خليج عدن في أقليم أودل الصومالي وهي محاطة بالماء من ثلاث جهات كما تتميز هذه المدينة على أنها تملك مخزون جيد من الماء العذب وهو ما جعلها ميناء مفضل للجميع قبل تدميرها.
(٢٣٨) البجة : الحديث عن تاريخ البجة هو عبارة عن التأصيل لحضارة أمة لعبت دورها في تاريخ السودان الشرقي عبر القرون والشرق هو مدخل السودان التاريخي ، وذكر بعض المؤرخين أن البجة من الشعوب الحامية والتي استوطنت منذ اكثر منذ اكثر من أربعة الآف سنة المنطقة الممتدة من أسوان شمالا بمحاذاة النيل نحو سواحل البحر الأحمر وحتى مصوع جنوبا وقد جاء ذكرهم كثيرا في لوحات المصريين القدماء وجاء ذكرهم أيضا عند الرومان القدماء أيضا وقد كان للبجة اثر وتأثير واتصال بكل تلك الحضارات القديمة وقد حسبت بلادهم قديما إنها بلاد الذهب والزمرد والجواهر والبخور والعاج والتوابل وغيرها من الثروات.