البوادق ، فمن ذلك بلاغهم ومعاشهم وقد انضاف إليهم جماعة من العرب من ربيعة بن نزار وتزوجوا منهم
عيذاب (٢٣٩) : وما يتصل بها من الصحراء المنسوبة إلى عيذاب وليس لها طريق معروفة إلا رمال سيالة ، ولا يستدل عليها إلا بالحبال والكدي وربما أخطأها الدليل وهو ماهر. وعيذاب مدينة حسنة وهي مجمع التجار برا وبحرا ، وأهلها يتعاملون بالدراهم عددا ولا يعرفون الوزن ، وبها وال من قبل البجة ووال من قبل سلطان مصر ، يقسمان جباياتها نصفين ، وعلى عامل مصر القيام بطلب الأوراق وعلى عامل البجة حمايتها من الحبشة. واللبن والعسل والسمن بها كثير ، وبينها وبين الحجاز عرب البحر وبين النوبة قوم يقال لهم البليون أهل عزم وشجاعة يهابهم كل من حولهم من الأمم ويهادنونهم وهم نصارى خوارج على مذهب اليعقوبية.
__________________
(٢٣٩) عيذاب : تقع عيذاب علي الجزء الشمالي من ساحل البحر الأحمر السوداني علي بعد ٣٣ كيلو متر من ميناء بورتسودان وقد لعبت عيذاب دورا رئيسيا بالنسبة للسودان حيث كانت نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية منذ خلافة ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وتواتر ورود المسلمين عليها وترتبط عيذاب بطرق مواضلات مباشرة بوسط السودان وشرقه وكانت مخرجا لمنتوجات منطقة مناجم الذهب وقد أشار إليها المقريزي بأنها أهم ميناء مزدهر تربط طريق عيذاب الدولي بمؤاني اليمن مع الهند والبحر المتوسط كما ظلت أهم ميناء الحجاج إلي مكة لمدة أربعة قرون تبدأ من القرن العاشر إلي القرن الرابع عشر الميلادي وخاصة بعد أن قفل الصليبيين الحج عن طريق الشام وتوجد بعيذاب مقابر كبيرة لا تتناسب وحجم المدينة وهذا يشير إلي زيادة قدوم الحجاج الموسميين إليها وقد اشتهرت عيذاب بالمباني الكبيرة فقد ذكر ابن بطوطة (جامع القسطلاني) كأحد المعالم المعروفة في العالم الإسلامي وقتها ، كما توجد بها خزانات حفرت في الأرض وغطيت جدرانها بالجبص لحفظ المياه ومما يؤكد طبيعة ميناء عيذاب التجارية وجود كميات كبيرة من قطع الخزف والزجاج والفخار وكلها من الأنواع الرفيعة الغالية الثمن وفيها الخزف الفاطمي المملوكي الشهير والذي يشبه انتاج الفسطاط