يواقيت الجنة فلما هبط آدم إلى الأرض أنزل الله عليه الحجر الأسود (٢٤٦) فأخذه فضمه إليه استئناسا به. وحج آدم فقالت له الملائكة : لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. فقال آدم : رب اجعل له عمارا من ذريتي. فأوحى الله تعالى إليه : إني معمره ببناء نبي من ذريتك اسمه إبراهيم.
القول الثاني : أن الملائكة بنته. قال أبو جعفر الباقر رضي الله عنه : لما قالت الملائكة : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها)(٢٤٧) غضب الرب عز وجل عليهم فلاذوا بالعرش مستجيرين يطوفون حوله ، يسترضون رب العالمين فرضي سبحانه وتعالى عنهم فقال عز وجل ابنوا لي بيتا في الأرض يعوذ به كل من سخطت عليه كما فعلتم أنتم بعرشي.
القول الثالث : أن آدم لما أهبط من الجنة أوحى الله إليه أن ابن لي بيتا واصنع حوله كما صنعت الملائكة حول عرشي ، وافعل كما رأيتهم يفعلون ، فبناه. أبو صالح عن ابن العباس ، وروى عطية عنه أيضا ، قال : بنى آدم البيت في خمسة أجبل : لبنان وطور سينا وطوزيتا والجردى وحراء. قال وهب ابن منبه : لما مات آدم بناه بنوه بالطين والحجارة فنسفه الغرق. قال مجاهد : وكان موضعه بعد الغرق أكمة حمراء لا تعلوها السيول ، وكان يأتيها المظلوم ويدعو عندها المكروب. وقال عز وجل : (وَإِذْ
__________________
(٢٤٦) الحجر الأسود : الحجر الأسود حجر مبارك عند المسلمين لونه أسود مائل للحمرة. يعتقد بعضهم بأنه نزل من الجنة أبيضا ولكن سودته ذنوب العباد. وضعه أبراهيم عليه السلام بأمر من الله في أحد أركان الكعبة المشرفة يوجد في الركن الجنوب الشرقي من الكعبة. ويبدأ بالطواف حول الكعبة من عنده. الحجر الأسود قطره ٣٠ سم ويحيط به إطار من الفضة. يستحب تقبيل الحجر الأسود أو لمسه اقتداء بالرسول الإسلام ويقال عند استلامه بسم الله ، والله أكبر. ويمكن أن يكتفي المعتمر أو الحاج بالإشارة إليه من بعيد.
(٢٤٧) سورة البقرة : آية ٣٠.