لا يملكون عليهم ملكا حتى يبلغ أربعين سنة ، ولا يكاد الملك عندهم يظهر للناس أبدا إلا نادرا في السنة.
وللهند ممالك كثيرة ، فمنها مملكة المناكير واللادوت ، ومملكة الفتوح ، وهي مملكة عظيمة واسعة ، ولأهلها أصنام يتوارثونها خلفا عن سلف ، ويزعمون أن لها مائتي ألف سنة تعبد ، وملكها عظيم الملك كثير الجنود كثير الفيلة ، وليس عند ملك من ملوك الأرض ما عنده من الفيلة ، ويقال إن على مربطه ألف فيل ، منها مائة فيل بيض كالقرطاس ، ومنها ما ارتفاعه خمسة وعشرون شبرا. وقيل مات له فيل فوزن نابه الواحد فكان أربعين منا.
ومن ممالك الهند مملكة قمار (٢٧٧) : وهي مملكة عظيمة واسعة ، وإليها ينسب العود القماري. ومنها مملكة صيمور (٢٧٨) : ولها ممالك غير ما ذكر نحو اثنتي عشرة مملكة. تمت الجهة الجنوبية ولنشرع الآن إن شاء الله تعالى في ذكر الجهة الشمالية وبلادها من المشرق إلى المغرب.
فأول بلاد هذه الجهة من المغرب الأقصى أرض الفرنج : وهي أمم عظيمة كثيرة لا تحصى ، وهم غالبون على معظم جزائر الأندلس ، ولهم في بحر الروم جزائر عظيمة
__________________
(٢٧٧) قال ابن الفقيه : أهلها على خلاف سائر الهنود ولا يبيحون الزنا ويحرمون الخمر وملكها يعاقبهم على شرب الخمر فيحمي الحديدة بالنار وتوضع على بدن الشارب ولا تترك إلى أن تبرد فربما يفضي إلى التلف! وينسب إليها العود القماري وهو أحسن أنواع العود.
(٢٧٨) صيمور : يذكر القزويني" مدينة بأرض الهند قريبة بناحية السند لأهلها حظ وافر في الجمال والملاحة لكونهم متولدين من الترك والهند وهم مسلمون ونصارى ويهود ومجوس ويخرج إليها تجارات الترك وينسب إليها العود الصيموري".