إليه الناس ، قيل إن فيه اثني عشر ألف جزيرة عامرة مسكونة وبها عدة ملوك ، وفي بعض جزائره ينبت الذهب ويكثر في بعض السنين ويقل في بعضها كالنبات.
فمن جزائره جزيرة زانج (٣١١) وتشمل جزائر كثيرة في آخر حدود الصين وأقصى بلاد الهند ، عامرة خصبة ليس فيها خراب ، يسافرون فيها بلا ماء ولا زاد لكثرة الخصب والعمارة ، وهي نحو مائة فرسخ.
قال محمد بن زكريا : وملك هذه الجزيرة يسمى المهراج ، وله جباية تقطع في كل يوم ثلاثمائة من من الذهب ، في كل من ستمائة درهم فيتحصل له في كل يوم ما يزيد على مائة ألف مثقال وخمسة وعشرين ألف مثقال ، يتخذ منها لبنا ويطرحه في البحر وهو خزانته.
وقال ابن الفقيه : بهذه الجزيرة سكان تشبه الآدميين إلا أن أخلاقهم بالوحوش أشبه ، ولهم كلام لا يفهم ، وعندهم أشجار وهم يطيرون من شجرة إلى شجرة وبها نوع من السنانير الوحشية حمر منقطة ببياض ، أذنابها كأذناب الظباء ؛ وبها أيضا نوع من السنانير المذكورة ولها أجنحة كأجنحة الخفاش ، وبها أبقار وحشية حمر منقطة ببياض أيضا ولحومها حامضة وبها دابة الزباد وهي كالهرة ، وفأرة المسك ، وبها جبل يقال له النصان مشهور به ، وبه حيات عظام تبتلع الفيلة ، وبه قردة كأمثال الجواميس
__________________
(٣١١) زانج : يذكر عنها القزويني" إنها جزيرة عظيمة في حدود الصين مما يلي بلاد الهند بها أشياء عجيبة ومملكة بسيطة وملك مطاع يقال له المهراج قال محمد بن زكرياء : للمهراج جباية تبلغ كل يوم مائتي من ذهبا يتخذها لبنات ويرميها في الماء والماء بيت ماله وقال أيضا : من عجائب هذه الجزيرة شجر الكافور وانه عظيم جدا يظل مائة إنسان وأكثر يثقب أعلى الشجر فيسيل منه ماء الكافور عدة جرار ثم يثقب أسفل من ذلك وسط الشجرة فينساب منها قطع الكافور وهو صمغ تلك الشجرة غير أنه في داخلها فإذا أخذت ذلك منه يبست الشجرة".