تتخذ الأمشاط ، اثنين وثلاثة وأربعة إلى عشرين. ولهذه الملكة جبايات كثيرة تتصدق بها على صعاليك أرضها ويتحلون بالودع ويدخرونه عندهم وفي خزائنهم. وبهذه الجزيرة شجر تحمل ثمرا كالنساء بصور وأجسام وعيون وأيد وأرجل وشعور وأثداء وفروج كفروج النساء ، وهن حسان الوجوه ، وهن معلقات بشعورهن ، يخرجن من غلف كالأجربة الكبار ، فإذا أحسسن بالهواء والشمس يصحن : واق واق ، حتى تتقطع شعورهن فإذا انقطعت ماتت. وأهل هذه الجزيرة يفهمون هذا الصوت ويتطيرون منه.
وفي كتاب الحوالة أنه من تجاوز هؤلاء وقع على نساء يخرجن من الأشجار أعظم منهن قدودا (٣١٨) وأطول منهن شعورا ، وأكمل محاسن وأحسن أعجازا (٣١٩) وفروجا ، ولهن رائحة عطرة طيبة ، فإذا انقطعت شعورها ووقعت من الشجرة عاشت يوما أو بعض يوم وربما جامعها من يقطعها أو يحضر قطعها فيجد لها لذة عظيمة لا توجد في النساء.
وأرضهن أطيب الأراضي وأكثرها عطرا وطيبا ، وبها أنهار أحلى ماء من العسل والسكر المذاب ، وليس بها أنيس ولا عامر إلا الفيلة وربما بلغ ارتفاع الفيل في هذه الجزيرة أحد عشر ذراعا.
__________________
المجوسية التي اقتصرت حينها على الملوك والكهنة. (تفسير الطبري (١٧ / ٩٧) ، والمفصل (٦ / ٦٩١) ، والمعجم الذهبي (مادة مجوس).
(٣١٨) القد : الجسم.
(٣١٩) أعجاز : مؤخرة كل شئ.