جزيرة سرنديب (٣٢٠) : وهي جزائرة كثيرة ، وفي هذه الجزائر مدن كثيرة ، وفيها الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام ، ويسمى جبل الراهون وعليه أثر قدم آدم عليه السلام ؛ وعلى القدم نور لماع يخطف البصر. وأسفل هذا الجبل توجد سائر الأحجار الثمينة النفيسة. ولهذه الجزائر بحر فيه مغاص اللؤلؤ الفاخر ويجلب منها الدر والياقوت والسنباذج والألماس والبلور وجميع أنواع العطر ؛ وتسافر المراكب فيها الشهر والشهرين بين غياض ورياض. ولملك هذه الجزائر صنم من الذهب مكلل بالجواهر وليس عند أحد من الملوك ما عنده من الدر والجواهر النفيسة لأن أصنافها كلها في بلاده وجباله ، ويحمل إليه الخمس من كل ما يوجد ويستخرج من عراق العجم وفارس ، ويقال إن بهذه الجزائر مساكن وقبابا بيضا تلوح للناس من بعد فإذا قربوا منها تباعدت حتى ييأسوا منها.
وأما عجائب هذا البحر : فمنها ما ذكروا أنه إذا كثرت أمواجه ظهرت أشخاص سود طول كل واحد منهم أربعة أشبار كأنهم أولاد الأحابيش ، يصعدون إلى
__________________
(٣٢٠) سرنديب : هي سيلان أو يريلانكا الحالية ، كان العرب على صلة تجارية بجزيرة سرنديب قبل ظهور الإسلام ، وكان طبيعيا أن يصل التجار العرب المسلمون إليها خلال القرن الهجري الأول ، غير أن الانتشار الفعلي للإسلام في جزيرة سيلان يدأ بنهاية القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني ، حبث انتشر الإسلام في سواحل الجزيرة ، ثم وفد إلى الجزيرة مسلمون من التاميل الهنود ، ومسلمون من الملايو وأندونسيا ، ولقد اتخد ملوك جزيرة سيلان مستشارين لهم من العرب والمسلمين في فترات سابقة على الاستعمار الأوروبي. وعند ما خضعت جزيرة سيلان للاستعمار البرتغالي ثم الهولندي ، وأخيرا البريطاني ، واجه المسلمون تحديا من البعثات التنصيرية طيلة أربعة قرون ، فلقد دعم الاستعمار هذه البعثات التنصيرية وأمدها بنفوده ، وأمام هذا التحدي لجأ المسلمون إلى المناطق المنعزلة ، وعلى الرغم من مساندة الاستعمار للبعثات التنصيرية المسيحية ، لم تتجاوز حصيلتها نصف مليون مسيحي ، وظل الإسلام ينتشر بجهود فردية دون دعم مادي أو سياسي. ويقدر عدد المسلمون في شري لانكا بحوالي ٠٠٠ ٦٠٠ ١ نسمة