المطربة والصياح المزعج وغير ذلك من الأصوات العجيبة. وقيل إن الدجال (٣٢٥) بها ، وقيل إنه بغيرها. وسنذكره إن شاء الله تعالى.
جزيرة القصر : وهو قصر عظيم مرتفع أبيض من بلور (٣٢٦) شفاف يظهر لمن في المراكب من مسافة بعيدة. فإذا شاهدوه تباشروا بالسلامة. ذكر قوم من الزنج أنه قصر مرتفع شاهق لا يدري ما داخله.
وحكي أن بعض الملوك وصل إلى هذه الجزيرة وشاهد القصر هو ومن معه من جنوده ، فلما صاروا في الجزيرة أخذهم الخدران في مفاصلهم وغلب عليهم النوم ، فبادر بعضهم إلى المراكب فنجوا وتأخر البعض فهلكوا.
وذكر أن أصحاب ذي القرنين رأوا في بعض هذه الجزائرة أمة رؤوسهم رؤوس الكلاب ، ولهم أنياب خارجة من أفواههم حمر مثل الجمر (٣٢٧) ، يخرجون إلى المراكب ويحاربونهم. ورأوا بجزيرة تلك الأمة نورا ساطعا فإذا هو القصر الأبيض البلوري ، فأراد ذو القرنين التوجه إليها ورؤية القصر فمنعه بهرام الفيلسوف الهندي من ذلك وقال : يا ملك الزمان لا تفعل فإن من وصل إلى هذا القصر غلب عليه الخدران والنوم والثقل وقلة الحركة فلا يقدر على الخروج ويهلك. وذكر بهرام المذكور أن بهذه الجزيرة شجرة إذا أكلوا من ثمرها زال عنهم النوم والخدران ، وإذا كان الليل ظهر لذلك القصر شرفات تسرج مثل المصابيح ، الليل كله فإذا كان النهار خمدت.
__________________
(٣٢٥) سمي الدجال دجالا لضربه في الأرض ، وقطعه أكثر نواحيها ، وسمي دجالا لتمويهه الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل ، ويقال دجل إذا موه ولبس (لسان العرب ، دجل) سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين وهذه التسمية بهذه الصيغة مشتقة من أسم المفعول أي الممسوح بخلاف المسيح ابن مريم الذي اشتق اسمه من اسم الفاعل الماسح لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ.
(٣٢٦) البلور : ، وهو نوع من الزجاج النقي ، أبيض شفاف (المعجم الكبير ٢ / ٥٧٦).
(٣٢٧) الجمر : النار المتقدة ، ومفردها جمرة ، فإذا برد فهو فحم ، والجمرة ، الظلمة الشديدة.