جزيرة القندج : فيها صنم من رخام أخضر ودموعه تسيل على ممر الأيام والليالي فإذا دخل الريح في جوفه صفر صفيرا عجيبا. ذكر المسافرون أنه يبكي على قوم كانوا يعبدونه من دون الله ، وقيل إن بعض الملوك غزا عباد ذلك الصنم فأفناهم وأبادهم عن آخرهم واجتهد في كسر ذلك الصنم فلم يقدر ولم تعمل فيه الآلة ، وكلما ضربوه بمعول عاد الضرب إلى الضارب فقتله. فتركوه وانصرفوا
جزيرة سرندوسة : وهي كبيرة عامرة ، بها أشجار وأنهار وثمار ، وعند أهلها من الذهب ما لا يكيف : فماعونهم ذهب ، وآنيتهم ذهب ، وقدورهم ذهب ، وخوابيهم ذهب ، وسلاحهم ذهب ، ولهم ملك يدفع لهم كل من يقصدهم أو يقصد الخروج من عندهم بشيء من ذلك. وعجائب هذا البحر كثيرة : وذكر أن العنبر الخالص ينبت في قعر هذا البحر كما ينبت القطن في الأرض ، فإذا اضطرب البحر قذف به ، وربما أكل منه الحوت العظيم الجرم فيموت فيطفو على وجه الماء في اليوم الثالث فيجذبه أهل المراكب بالكلاليب إلى الساحل فيأخذون العنبر من جوفه.
وملكان : نوع من السمك يطفو على وجه البحر في ثالث عشر كانون الثاني ، يدل ذلك على خروج ريح يضطرب لها البحر حتى يصل الاضطراب إلى بحر فارس ، ويشتد هيجانه ويتكدر لونه وتنعقد ظلمته بعد طفو هذا السمك بيوم واحد.
ومنها الأمشور : وهو سمك يأتي بالبصرة في وقت معين ، فيبقى مدة شهرين وينقطع فلا يعود إلا في ذلك الوقت بعينه من العام القابل. والجراف : أيضا سمك وأوانه مثل أوانه وانقطاعه. ومنها : حيوان يعرف بالتنين شر من الكوسج ، طوله كالنخلة السحوق ، أحمر العينين كريه المنظر ، له أنياب كأسنة الرماح ، يقهر الحيوانات كلها حتى الكوسج.