بئر برهوت (٣٧٤) : وهي بقرب حضر موت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فيها أرواح الكفار والمنافقين (٣٧٥). وهي بئر عادية في فلاة (٣٧٦) مقفرة وواد مظلم. وعن علي رضي الله عنه قال : أبغض البقاع إلى الله برهوت ، فيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار.
حكى الأصمعي (٣٧٧) عن رجل من أهل الخير : أن رجلا من عظماء الكفار هلك ، فلما كان في تلك الليلة مررت بوادي برهوت فشممنا ريحا لا يوصف نتنه على خلاف العادة ، فعلمنا أن روح ذلك الكافر الهالك قد نقلت إلى البئر.
__________________
(٣٧٤) وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال : ابغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضر موت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار. وذكر الأصمعي عن رجل حضرمي انه قال : إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جدا فيأتينا الخبر أن عظيما من عظماء الكفار مات.
وحكى رجل أنه بات ليلة بوادي برهوت قال : فكنت أسمع طول الليل يا دومه يا دومه فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال : إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومه.
(٣٧٥) النفاق : إظهار الخير وإبطان الشر.
(٣٧٦) الفلاة : الصحراء.
(٣٧٧) الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي ، أبو سعيد الأصمعي. راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان. نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي ، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جدا. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش : ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي : كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظا. وكان الأصمعي يقول : أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلوردVilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات ـ ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة ، منها (الإبل ـ ط) ، و (الأضداد ـ ط) ، و (خلق الإنسان ـ ط) ، و (المترادف ـ خ) ، و (الفرق ـ ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.