طليت به السرة ويقتل دود الأذن إذا قطر فيه من عصارتها. والخوخ بارد رطب وهو يزيد في الباه ويضر بالمبرودين ويشهي الطعام ولا يحمض في المعدة ، بخلاف المشمش.
المشمش (٤٤٥) : هو شجر يسرع إليه الفساد ، عسر النشوء ، إلا أنه إذا نبت طال مكثه ، قال صاحب كتاب الفلاحة : من أراد أن تعظم هذه الشجرة عنده فلينزع أكثر ثمرتها عند أول نشئها وحملها ، ولا يترك عليها من الحمل إلا شيئا قليلا في أغصان قوية منها. وهي تشبه الخوخ في جميع أحواله وإن فعلت بها جميع ما ذكرته في الخوخ من الألوان والأصباغ قبلت ذلك. وإن أردت المشمش بلا نوى فاقطع وسط ساق شجرتها حتى تبلغ قلبها ثم اضرب في ذلك الموضع وتدا من خشب بلوط ، فإن تلك الشجرة تحمل مشمشا بلا نوى ، ومتى ركبت اللوز في المشمش اكتسبت من طعمه وحلاوته.
__________________
(٤٤٥) المشمش : شجرة مثمرة ذات حجم متوسط يتراوح طولها بين ٨ و ١٢ مترا أوراقها ذات شكل قلبي مع أطراف مدببة. طول الأوراق يصل ل ـ ٨ سم وعرضها بين ال ٣ و ٤ سم. تسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج ثمار المشمش. أزهارها ذات لون أبيض مائل إلى الوردي. تبدو ثمارها شبيهة بثمار الخوخ والنكتارين حيث لون المشمش يكون أصفرا أو برتقاليا عليه مسحة حمراء. لثمرة المشمش نواة واحدة والموطن الأصلي للمشمش هو الصين وقال ابن سينا عنه «المشمش يسكن العطش ، وإذا أكل يجب أن يؤخذ مع اليانسون والمصطكى ، لأنه يولد الحميات بسرعة تعفنه ودهن نواه ينفع من البواسير ، ونقيع المقدد من المشمش ينفع من الحميات الحارة» وأما ابن البيطار «هي ثمرة رطبة تجانس الخوخ إلا أنه أفضل من الخوخ ، وهو يسهل الصفراء ويولد خلطا غليظا ، يذهب بالبخر من حر المعدة ويبردها تبريذا شديدا ، ويلطفها ويقمع الصفراء والدم وينبغي أن يتجنبه من يعتريه الرياح ومن يسرع اليه الجشاء الحامض. وأما اصحاب المعدة الحارة والعطش فينتفعون به»