الداخلة وتمضي في بلاد الروم إلى الشام وأرض مصر والنوبة ، ثم تمتد في برية بين بلاد السودان وبلاد الزنج حتى تنتهي إلى البحر المحيط. فهذا خط ما بين جنوب الأرض وشمالها.
وأما مسافة هذه الأرض وهذا الخط فمن ناحية يأجوج ومأجوج إلى بلغار وأرض الصقالبة نحو أربعين مرحلة ، ومن أرض الصقالبة في بلد الروم إلى الشام نحو ستين مرحلة ، ومن أرض الشام إلى أرض مصر نحو ثلاثين مرحلة ، ومنها إلى أقصى النوبة نحو ثمانين مرحلة حتى تنتهي إلى هذه البرية. فذلك مائتان وعشر مراحل كلها عامرة.
وأما ما بين يأجوج ومأجوج والبحر المحيط في الشمال ، وما بين براري السودان والبحر المحيط في الجنوب ، فقفر خراب ، فليس فيه عمارة ولا حيوان ولا نبات ولا يعلم مسافة هاتين البريتين إلى المحيط كم هي. وذلك أن سلوكها غير ممكن لفرط البرد الذي يمنع من العمارة والحياة في الشمال وفرط الحر المانع من العمارة والحياة في الجنوب. وجميع ما بين الصين والغرب فمعمور كله والبحر المحيط محتف به كالطوق ويأخذ البحر الرومي من المحيط ويصب فيه ويأخذ البحر الفارسي من المحيط أيضا ولكن لا يصب فيه.
__________________
٩٢ ، ٢ / ٥٧. تكملة الصلة ابن الأبار طبعةcodera رقم ٨٩. وتاريخ الشعوب الإسلامية كارل بروكلمان مادة (صقالبة). وموسوعة الشروق : المجلد الأول القاهرة ١٩٩٤ م).
(٣٤) البلغار : يعود أصل البلغار إلى عائلة شعوب تركية وقيرغيزية وتركمانية وأذرية أتت من المنطقة الممتدة بين نهر الفولغا وجبال الأورال لتستقر فيما يعرف حاليا ببلغاريا. وفي عام ٦٧٩ تم توقيع معاهدة بين بيزنطة وهذه الجماعات نتج عنه ميلاد أول دولة بلغارية.