والزبيب حار رطب وحبه يابس والزبيب تحبه المعدة والكبد وهو جيد لوجع الأمعاء وينفع الكلى والمثانة ، ويعين الأدوية على الإسهال إذا أخذ منه عشرة دراهم.
القشمش (٤٥٤) : هو زبيب صغير حلو أحمر وأخضر وأصفر. ويحكى عن أصحابه أنهم قالوا : ما زبب من قشمشنا في الشمس جاء أحمر ، وما زبب معلقا جاء أصفر ، وما زبب في البيوت جاء أخضر. وهو كالزبيب غير أنه لا عجم له.
الخمر : أول من استخرج الخمر جمشيد الملك ؛ فإنه توجه مرة إلى الصيد فرأى في بعض الجبال كرمة وعليها عنب فظنها من السموم فأمر بحملها حتى يجربها ويطعم العنب لمن يستحق القتل ، فحملوها فتكسرت حباتها فعصروها وجعلوا ماءها في ظرف. فما عاد الملك إلى قصره إلا وقد تخمر العصير ، فأحضر رجلا وجب عليه القتل فسقاه من ذلك فشربه بكره ومشقة ، فنام نومة ثقيلة ، ثم انتبه فقال : اسقوني منه ، فسقوه أيضا مرارا ، ولم يحدث فيه إلا السرور والطرب ، فسقوا غيره وغيره ،
__________________
(٤٥٤) القشمش : هو زبيب صغير لا نوى له. أبو حنيفة : أخبرني جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيرا وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب ، وإذا زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا : وكل ذلك كشمش ولكن اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه ، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقا حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر. علي بن محمد : الكشمش بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلوا شديد الحلاوة والخراساني أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جدا وعناقيد طوال دقاق مثل قدر الذراع ، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئا كثيرا حلوا شبيها بالخراساني غير أن لونه أسود. الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل قبضا وألين وأسهل خروجا. ابن سرانيون : أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام.