وكان المأمون يقول : عين الشام دمشق ، وعين الروم قسطنطينية ، وعين العراق بغداد ، وعين خراسان نيسابور ، وعين ما وراء النهر سمرقند. وكان ابن الليث صاحب نيسابور يقول : ألا أقاتل عن بلدة حشيشها البرساس ، وحجرها الفيروزج ، وترابها طين الأكل الذي لا يوجد مثله في الأرض ، ويحمل من زورن نيسابور إلى أدنى الأرض وأقصاها ويتحف به الملوك والسادات.
أما الفيروزج : فلا يكون إلا بنيسابور ، وربما بلغ فيمة الفص المثقال والمثقالين وفوق ذلك. وقد جمع الخضرة والنضارى والخاصية ، وكونه لم يتغير بالماء الحار.وتبلغ القطعة المتميزة منه مائة دينار. ولما دخل إليها أحمد بن طاهر قال : يا لها من بلدة جليلة ، لو لم يكن لها عينان ، وكان ينبغي أن تكون مياهها التي في باطن الأرض على ظاهرها ، وأن تكون مسالخها التي على ظاهرها في باطنها. وأنشد :
ليس في الأرض مثل نيسابور |
|
بلد طيب ورب غفور |
طوس : من خصائصها الشيح الذي لا يكون إلا بها ، والحجر الأبيض الذي يتخذ منه القدور والمقالي والمجامر ، وقد يتخذ منه كل ما يتخذ من الزجاج : كالأقداح والكيزان (٥٢٤) وغيرها. وقيل : قد ألان الله لأهل طوس الحجر كما ألان لداود عليه السلام الحديد.
هراة (٥٢٥) : مدينة عظيمة ينشد فيها :
__________________
(٥٢٤) الكوز : إناء بعروة يشرب به الماء (المعجم الوسيط ٢ / ٨٣٧).
(٥٢٥) هراة : هي مدينة تقع في غرب أفغانستان. عدد سكانها ٢٤٩٠٠٠ نسمة (عام ٢٠٠٢). سكانها من أصول طجكية وفارسية. مدينة هرات مدينة قديمة بها مبان تاريخية عديدة ، دمر الكثير منها بسبب الصراعات العديدة التي قامت فيها في العقود الأخيرة. لها مركز جيد على خط التجارة بين بلاد فارس ، والهند ، والصين ، وأوروبا. لا تزال الطرق بينها وبين تركمنستان وكذلك إيران مهمة إستراتيجيا.