المدهشة كالأشجار والوحوش والطيور والأزهار والثمار وصور الإنسان على اختلاف الحالات والأشكال والهيئات ، حتى لا يعجزهم شيء إلا الروح والنطق ، ثم لا يرضون بذلك حتى إن مصورهم يفصل بين الشخص الضاحك من الغضب والضاحك من العجب والضاحك من سرور والضاحك من الخجل ، ولهم الحرير المثمر ، وبها المماطر التي لا تبل بالمطر ، ولهم الستائر التي يستتر بها الفارس والفرس في الحرب ولا تؤثر السهام فيها ولا الجروح ، ويكون زنة كل واحدة منها دون الرطل الشامي ، ولهم مناديل الغمر التي إذا اتسخت ألقيت في النار فتعود جديدة ولم تحترق.
بلاد الترك : هي بلاد توازي بلاد الهند في كثر خصائصها كالمسك والسمور والسنجاب والقماقم والفنك (٥٣٠) ، والثعالب السود والحذنك واليشم ، والحزحار الذي يتخذ من ذنبه وعرفه المطارد.
فأما تبت فهي أيضا من بلاد الترك ، وقد خصت بجوهر شريف وعرض لطيف. فأما الجواهر فالذهب الذي ينبت فيها. وأما العرض فمن أقام بها اعتراه الفرح والسرور ، ولو مات له عشرة من الأولاد لا يعتريه حزن ولا هم ولا يدري ما سبب ذلك ، وإن الغريب الذي يدخلها لا يزال مسرورا منبسطا حتى يخرج منها. وهذه خصوصية عظيمة.
خوارزم : تناسب بلاد الترك أيضا في الخصائص ، ويجلب منها السمور والوبر الفاخر والسموك المملحة والبطيخ الغريب النوع والطعم والحلاوة ، وهي أشد بلاد الله بردا وشتاء ، حتى إن جيون يجمد مع عمقه وعظمته فتمشي على متنه الجامد
__________________
(٥٣٠) الفنك : ضرب من الثعالب فروته أجود أنواع الفراء (المعجم الوسيط ٢ / ٧٢٩).