الأولى للمنافقين ، والثانية للمجوس ، والثالثة للنصارى ، والرابعة لليهود ، والخامسة سقر ، والسادسة السعير ، وأمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكر السابعة وبكى حتى جرت دموعه على لحيته الكريمة ثم قال : وأما السابعة وهي أهونها فلأهل الكبائر من أمتي.
قال : صدقت وبررت يا محمد ، فأخبرني عن يوم القيامة وكيف يقوم الخلائق؟ قال : يا بن سلام ، إذا كان يوم القيامة كورت الشمس واسودت ، وطمست النجوم وخمدت وانتثرت ، وسيرت الجبال وعطلت العشار وبدلت الأرض غير الأرض. قال : صدقت يا محمد : كيف تقوم الخلائق؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقيم الله الخلائق لفصل القضاء ، ويمد الصراط ، وينصب الميزان وينشر الدواوين ويبرز الرب للحكم بين الخلائق. قال : صدقت يا محمد ، فكيف يميت الخلائق إذا قامت الساعة؟ قال يأمر ملك الموت فيقف على صخرة بيت المقدس ويضع يمينه على السموات ويده اليسرى تحت الثرى ، ويصيح بهم صيحة عظيمة ، وينفخ صاحب الصور في صوره فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا إنس ولا جان ولا طير ولا وحش إلا خر ميتا ميتة رجل واحد ، فتبقى السموات خالية من سكانها والأرض عاطلة من قطانها ، والعشار معطلة والبحار جامدة والجبال مدكدكة ، والشمس منكسفة والنجوم منطمسة.
قال : صدقت يا محمد. فأخبرني عن ملك الموت هل يذوق الموت أم لا؟ قال : يا بن سلام إذا أمات الله الخلائق ولم يبق شيء له روح يقول الله لملك الموت : من بقي من خلقي؟ وهو أعلم بمن بقي ، فيقول : يا رب أنت أعلم ، لم يبق إلا عبدك الضعيف ملك الموت. فيقول الله : يا ملك الموت قد أذقت رسلي وأنبيائي وأوليائي وعبادي الموت ، وقد سبق في علمي القديم وأنا علام الغيوب أن كل شيء هالك إلا