فيها الغساق الشديد البرد يقطعهم |
|
إذا استغاثوا بحرّ ثمّ مستعر |
فيها السلاسل والأغلال تجمعهم |
|
مع الشياطين قسرا جمع منقهر |
فيها العقارب والحيات قد جعلت |
|
جلودهم كالبغال الدّهم والحمر |
والجوع والعطش المضني ولا نفس |
|
فيها ولا جلد فيها لمصطبر |
لها إذا ما غلت فور يقلّبهم |
|
ما بين مرتفع منها ومنحدر |
جمع النواصي مع الأقدام صيّرهم |
|
كالقوس محنيّة من شدة الوتر |
لهم طعام من الزقوم (٦٢٩) يعلق في |
|
حلوقهم شوكة كالصّاب والصبر |
يا ويلهم عضّت النيران أعظمهم ، |
|
والموت شهوتهم ، من شدة الضجر |
ضجّوا وصاحوا زمانا ليس ينفعهم |
|
دعاء داع ولا تسليم مصطبر |
وكلّ يوم لهم في طول مدّتهم |
|
نوع شديد من التعذيب والسعر |
كم بين دار هوان لا انقضاء لها |
|
ودار أمن وخلد دائم الدهر |
دار الذين اتّقوا مولاهم وسعوا |
|
قصدا لنيل رضاه سعي مؤتمر |
وآمنوا واستقاموا مثل ما أمروا |
|
واستغرقوا وقتهم في الصوم والسهر |
وجاهدوا وانتهوا عما يباعدهم |
|
عن بابه ، واستلانوا كل ذي وعر |
جنّات عدن لهم ما يشتهون بها |
|
في مقعد الصّدق بين الروض والزهر |
بناؤها فضة قد زانها ذهب |
|
وعينها المسك والحصبا من الدّرر |
أوراقها ذهب ، منها الغصون دنت |
|
بكل نوع من الرّيحان والثمر |
أوراقها حلل ، شفافة خلقت |
|
واللؤلؤ الرطب والمرجان في الشجر |
__________________
(٦٢٩) الزقوم Zakkum : شجرة كريهة الطعم والرائحة ، كريهة المنظر ، جعلها الله محنة وبلاء لأهل النار وتنبت في قاع الجحيم.