ونواه في غاية الصغر. ويقال إنهم يزرعون ويحصدون الزرع ويتركون جذوره وأصوله في الأرض على حالها قائمة ، فإذا كان في العام المقبل وعمه الماء نبت ثاني مرة واستغله أربابه ، من غير بذر ، وبها يأكلون الكلاب والجراذين وغالب أهلها عمش العيون.
ورقادة (٨٣) : وهي مدينة عظيمة حصينة خصيبة. ذكر أهل الطبائع أنه يحصل للرجال بها الضحك من غير عجب ، والسرور من غير طرب ، وعدم الهم والنصب ، ولا يعلم لذلك موجب ولا سبب. أغمات (٨٤) : وهي مدينتان : أغمات أريكة وهي مدينة عظيمة في ذيل جبل كثير الأشجار والثمار والأعشاب والنباتات ، ونهرها يشقها وعلى النهر أرحية كثيرة تدور صيفا وفي الشتاء يجمد الماء ويجوز عليه الناس والدواب ، وبها عقارب قتالة في الحال ، وأهلها ذو وأموال ويسار ولهم على أبوابهم علامات تدل على مقادير أموالهم. وأغمات إيلان وهي مدينة كبيرة في أسفل جبل يسكنها يهود تلك البلاد.
__________________
(٨٣) رقادة : مدينة بناها إبراهيم بن أحمد بن الأغلي سنة ٢٦٣ ه ، وقيل في تسميتها أكثر من سبب ، من هذه الأسباب ، أنها سميت (رقادة) لكثرة القتلى فيها ، انظر : معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، ج ٣ ، ص ٥٥ وتعد رقادة المدينة الثانية بعد القيروان التي اتخذها الأمراء مقرّا لهم ، وتقع على بعد ١٠ كلم. من جنوبها الشرقيّ. أمّا اليوم ، فلم تبق منها إلّا آثار قليلة.
(٨٤) أغمات Aghmat : ناحية من جنوب المغرب تقع على نهير بهذا الاسم ينبع من جبال اطلس يتجه احد فروعه غربا الى مراكش ، استولى عليها المرابطون عام ٤٤٩ ه ، وجعلها يوسف بن تاشفين حاضرة له حتى بنى مدينة مراكش عام ٤٥٤ ه وفيها نفي وتوفى المعتمد بن عباد آخر امراء اشبيلية (القاموس الإسلامي ، ج ١ ، ص ١٤٠).