ملكهم فأخبره الترجمان (١٠٢) بما أخبروه من حالهم ، فضحك الملك منهم وقال للترجمان : قل لهم إني وجهت من عندي قوما في هذا البحر ليأتوني بخبر ما فيه من العجائب ، فساروا مغربين شهرا حتى انقطع عنهم الضوء وصاروا في مثل الليل المظلم ، فرجعوا من غير فائدة ، ووعدهم الملك خيرا. وأقاموا عنده حتى هبت ريحهم فبعثهم مع قوم من أصحابه في زورق وكتفوهم وعصبوا أعينهم وسافروا بهم مدة لا يعلمون كم هي ، ثم تركوهم على الساحل وانصرفوا. فلما سمعوا كلام الناس صاحوا فأقبلوا إليهم وحلوا عن أعينهم وقطعوا كتافهم ، وأخبروهم بخبر الجماعة ، فقال لهم الناس : هل تدرون كم بينكم وبين أرضكم؟ قالوا : لا قالوا : فوق شهر. فرجعوا إلى بلدهم. ولهم في أشبونة حارة مشهورة تسمى حارة المغرورين إلى الآن.
__________________
(١٠٢) الترجمان : المفسر للسان والذي يترجم الكلام أي ينقله من لغة الى أخرى (اللسان ١ / ٤٢٦).