ألف دينار (١٤٨) فحملها إلى فرعون ؛ فسأله من أين هذا المال الكثير ؛ فأخبره أن أهل البلاد سألوا منه اجراء الماء إلى بلادهم وجعلوا هذا المال مقابلة لذلك فقال فرعون : بئس ما صنعت من أخذ هذه الأموال ، أما علمت أن السيد المالك ينبغي له أن يعطف على عبيده ولا يأخذ منهم على إيصال منفعة أجرا ولا ينظر إلى ما بأيديهم؟ اردد المال إلى أربابه ولا تأت بمثلها
الجيزة (١٤٩) : وهي مدينة عظيمة على ضفة النهر الغربية ذات قرى ومزارع ، وبها خصب كثير وخير واسع ، وبها القناطر التي لم يعمل مثلها وهي أربعون قوسا على سطر واحد ، وبها الأهرام التي هي من عجائب الدنيا لم يبن على وجه الأرض مثلها في إحكامها وإتقانها وعلوها ، وذلك أنها مبنية بالصخور العظام وكانوا حين بنوها يثقبون الصخر من طرفيه ويجعلون فيه قضيبا من حديد قائم ويثقبون الحجر الآخر وينزلونه فيه ويذيبون الرصاص ويجعلونه في القضيب بصنعة هندسية حتى كمل بناؤها ، وهي ثلاثة أهرامات ، ارتفاع كل هرم منها في الهواء مائة ذراع بالملكي ، وهو خمسمائة ذراع بالذراع المعهود بيننا ، وضلع كل هرم من جهاته ذراع بالملكي.
__________________
(١٤٨) الدينار : فارسي معرب وأصله دين آر أي الشريعة جاء بها والدينار ستون حبة والحبة تساوي حبة الشعير ويسمى المثقال من الذهب من الذهب دينارا (أحمد الشرباصي ، المعجم الاقتصادي الإسلامي ، ١٦٤).
(١٤٩) الجيزة : هي من المدن القديمة التي أنشئت وقت فتح العرب لمصر ، وقال ياقوت في معجم البلدان : الجيزة في لغة العرب : معناها الوادي أو أفضل موضع فيه ورد في كتاب الانتصار أن مدينة الجيزة هي مدينة إسلامية بنيت في سنة ٢١ ه وورد في أحسن التقاسيم للمقدسي أن الجيزة مدينة خلف العمود (يقصد مقياس النيل) ، كانت الطريق إليها من الجزيرة على جسر ، إلى أن قطعه الخليفة الفاطمي عاصمتها مدينة الجيزة التى أنشئت سنة ٢٠ ه مع الفتح الإسلامي لمصر وحاليا هي احدى محافظات مصر. بلغ إجمالى سكانها التقديرى ٢. ٥ مليون نسمة في أول يناير ٢٠٠١. وتنقسم المحافظة إداريا إلى ٩ مراكز ، ١١ مدينة ، ٧ أحياء ، ٥٢ وحدة محلية قروية ، ١٧٠ قرية تابع ، ٦٣٧ كفر ونجع.