والغرض على هذا أنه سبحانه لا يلغب أحد عليه ، وهو نظير قوله سبحانه : (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) (١).
وفي «المصباح» : وفاته فلان بذراع سبقه بها (٢).
قوله : «وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ».
أي جامع كل متفرق قال في «المصباح» : «وجمع الله شملهم أي ماتفرق من أمرهم وفرق شملهم أي ما اجتمع من أمرهم» (٣) ، وفي «البحار» الشمل : الأمر وما اجتمع من الأمر (٤).
وأنت خبير بأن مُقضتى ما ذكر من عبارة «المصباح» اشتراك الشمل بين الضدين ، كما أنّ مقتضاه كون الشمل في المقام بمعني ما تفرق من الأمر وهو مقتضى ما ذكر في الترجمة الفارسية ، حيث ترجم قوله المشار إليه أعني «وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ» بـ «أي فراهم اورنده هر براكنده» ، بل لا مجال لكون الشمل هنا بمعنى الجمع أو ما اجتمع من الأمر ، اللهم إلّا أن يكون الغرض أنّ تأسيس كل جمع وما اجتمع من الأمر منه سبحانه.
قوله : «وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ».
قال في «البحار» : الحزونة : الخشونة (٥).
لكن لم أظفر بذكر هذه اللفظة في اللغة فضلاً عن تفسيرها بالخشونة.
إلّا أنّ الظاهر كونها بمعنى الهم ، كما هو الحال في الحزن ، فالغرض استدعاء
__________________
(١) الواقعة ٥٦: ٦٠.
(٢) المصباح المنير : ٤٨٢ ، مادّة «فوت».
(٣) المصباح المنير : ٣٢٣ ، مادّة «شمل».
(٤) و (٥) بحار الأنوار : ٩٨: ٣٠٣.