أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن عثمان الأدمي ، نا أبو قلابة ، نا بشر بن عمر ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن شريح في قوله : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) ، قال : الأيمان والشهود (١) ، وكذا قال مجاهد (٢).
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أبو يحيى الحمّاني ، عن مسعر ، عن أبي حصين ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي أن داود النبي صلىاللهعليهوسلم أمر بالقضاء ، فقطع به ، فأوحى الله عزوجل إليه : أن استحلفهم باسمي وسلهم البينات ، قال : فذلك (فَصْلَ الْخِطابِ).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الفقيه ، أنا علي بن أحمد بن محمّد المفسر ، أخبرني أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز ، فيما أجازني أن أبا الفضل وهو محمّد بن الحسين الحدادي أخبرهم عن أبي يزيد الخالدي ، أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا داود بن أبي الفرات ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رجلا من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود ، فقال : إن هذا غصبني بقرا لي ، فسأل داود الرجل عن ذلك ، فجحده ، فسأل الآخر البيّنة فلم يكن له بيّنة ، فقال لهما داود : قوموا حتى أنظر في أمركما ، فقاما من عنده ، فأوحى الله عزوجل إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدي عليه ، فقال : هذه رؤيا ، ولست أعجل حتى أتثبت ، فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله ، فلم يفعل ، فأوحى الله إليه في الثالثة أن يفعل أو تأتيه العقوبة فأرسل داود إليه فقال له : إن الله أوحى إليّ أن أقتلك ، فقال الرجل تقتلني بغير بيّنة؟ قال داود : نعم ، والله لأنفذن ، أمر الله فيك ، فلما عرف الرجل أنه قاتله ، قال : لا تعجل عليّ أخبرك ، إني والله ما أخذت بهذا الذنب (٣) ، ولكني كنت اغتلت أبا هذا فقتلته فبذلك أخذت ، فأمر به داود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل
__________________
(١) البداية والنهاية ٢ / ١٥.
(٢) نقل ابن كثير عن مجاهد أنه قال : هو الفصل في الكلام وفي الحكم. ونقل عنه أيضا قوله : هو إصابة القضاء وفهمه.
(٣) يعني أن ادّعاءه على الرجل في اغتصابه البقرة كان صحيحا ومحقّا ولم يرتكب ذنبا في هذا الادعاء.