لداود عند ذلك ، وشدّد به ملكه ، وهو قوله : (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ)(١).
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين البزّاز ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنا أحمد بن سندي ، نا أبي الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، أنا أبو إلياس ـ يعني إدريس بن [سنان](٢) ـ ، عن وهب بن منبّه ، قال : لما كثر الشر في بني إسرائيل وشهادات الزور أعطى (٣) الله تعالى داود سلسلة بفصل الخطاب ، قال وهب : كانت السلسلة سلسلة من ذهب معلقة من السماء إلى الأرض بحيال الصخرة إلى بيت المقدس ، فإذا تشاجر اثنان في شيء ، قال لهما داود : اذهبا إلى السلسلة ، فكان أولاهما بالعدل ينالها وإن كان قصيرا ، قال : فاستودع رجل لؤلؤة لها خطر ثم ابتغاها منه فقال له رددتها عليك ، فاستعدى عليه ، فانطلق المستعدي عليه فثقب عصا فجعل فيها اللؤلؤة ثم قبض على العصا وغدا معه إلى داود ، فقال داود : اذهبا إلى السلسلة فذهبا فجاء صاحب اللؤلؤة فقال : اللهم إن كنت تعلم أني استودعت هذا اللؤلؤة فلم يردها عليّ فأسألك أن أنالها فنال السلسلة ، وقال الآخر كما أنت حتى أدعو أنا أيضا ، أمسك عصاي هذه فدفعها إليه فقال : اللهم إن كنت تعلم أني دفعت إليه لؤلؤته ، فأسألك أن أنالها فنالها ، فقال داود : ما هذا ، ينالها الظلوم والمظلوم ، فأوحى الله إلى داود : إن اللؤلؤة في العصا فارتفعت السلسلة (٤).
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أحمد بن يوسف ، نا خلف ، نا إسماعيل ، نا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبّه يقول (٥) : إن داود أراد أن يعلم عدّة لبني إسرائيل كم هم؟ فبعث لذلك نقباء وعرفاء وأمرهم أن يدفعوا إليه ما بلغ عددهم ، فعتب الله عليه ذلك وقال : قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلهم كعدد نجوم السماء ، وأجعلهم لا يحصى عددهم ، فأردت أن تعلم عددها قلت : إنه لا
__________________
(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٤٠٩ والبداية والنهاية ٢ / ١٥.
(٢) غير مقروءة بالأصل والزيادة عن م وفي البداية والنهاية : إدريس بن سنان.
(٣) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م ، وانظر البداية والنهاية.
(٤) انظر بغية الطلب ٧ / ٣٤١٠ والبداية والنهاية ٢ / ١٥ ـ ١٦.
(٥) الخبر في تاريخ الطبري ١ / ٤٨٥.