كتب إليّ أبو الحسن بن العلّاف ، وحدّثني أبو المعمر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا الحسين بن أيوب العكبراني ، نا أبو عبد الله بن أسباط ، حدّثني دعبل ، قال : كنت بالثغر فنودي بالنفير فخرجت مع الناس فإذا أنا بفتى يجرّ رمحه بين يدي ، فالتفتّ فنظر إليّ فقال لي : أنت دعبل؟ قلت : نعم ، قال : اسمع مني بيتين ، فأنشدني :
أنا في أمري رشاد |
|
بين غزو وجهاد |
بدني يغزو عدوي |
|
والهوى يغزو فؤادي |
ثم قال : كيف ترى؟ قلت جيد. قال : والله ما خرجت إلّا هاربا من الحب ، ثم (١) التقينا فكان أول قتيل (٢).
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : قال أنا أبو سعيد بن يونس : دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي من أهل قرقيسيا قدم مصر هاربا من المعتصم لهجو هجاه به وخرج منها إلى المغرب إلى الأغلب وكان يجالس بمصر جماعة من أهل الأدب منهم محمّد بن يحيى بن أبي المغيرة ، وكان محمّد بن يحيى بن أبي المغيرة يحكي عنه حكايات وإنشادات (٣).
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال : أنا أبو بكر الخطيب (٤) : دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء. أبو علي الخزاعي الشاعر ، أصله من الكوفة ـ ويقال من قرقيسا ـ وكان ينتقل في البلاد ، وأقام ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه ، وعاد إليها بعد ذلك ، وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء ، وقد روي عنه أحاديث مسندة عن مالك بن أنس وعن غيره ، وكلها
__________________
(١) بالأصل «من» والمثبت عن بغية الطلب.
(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٤٩٩.
(٣) المصدر السابق ص ٧ / ٣٥٢٨.
(٤) تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣.