سلعة ، وكان يجيء إلى علويّ وكان بالقرب منا قد سماه ، وعنده كان ينشدنا وأسمع منه.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري ، نا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي ، أخبرني بعض أصحابنا عن أبي عبد الله بن أبي داود ، قال : استنشد المأمون يوما عبد الله بن طاهر بن الحسين من شعر دعبل بن علي قوله (١) :
سقيا ورعيا لأيام الصّبابات |
|
أيام أرفل في أثواب لذّاتي |
أيام غصني رطيب ، من لدونته |
|
أصبو إلى غير كنّاتي وجاراتي (٢) |
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه |
|
واقذف برجلك عن متن الجهالات |
واقصد بكلّ مديح أنت قائله |
|
نحو الهداة بني بيت الكرامات |
فلما أتى على القصيدة قال المأمون : لله دره ما أغوصه وأنصفه وأنصفه وأوصفه ، ثم قال : إنه وجد والله مقالا فقال : ونال من بعيد ذكرهم ما من غيرهم لا ينال.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، نا أبو محمّد بن أحمد ، قال : أنشد الحسن بن إسماعيل المصري بها ، نا عبد العزيز بن محمّد بن إسحاق ، نا الحسين بن القاسم ، حدّثني محمّد بن أحمد ، قال : أنشد المأمون أبا دلف شعرا لدعبل قاله في بعض عبثاته (٣)(٤) :
وقائلة لما استمرت بها النوى |
|
ومحجرها فيه دم ودموع |
ترى (٥) لقض للسّفر الذين تحملوا |
|
إلى بلد فيه الشجيّ رجيع |
فقلت : ولم أملك سوابق عبرة (٦) |
|
نطقن بما ضمت عليه ضلوع |
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ص ١٤٦ والأغاني ٢٠ / ١٥٢ ـ ١٥٣.
(٢) الديوان : جاراتي وكنات.
(٣) في بغية الطلب : غنياته.
(٤) الأبيات في ديوانه ٢٢٦ ـ ٢٢٧ وبغية الطلب ٧ / ٣٥٢٢ والأغاني ٢٠ / ١٥٣ وفيها باختلاف.
(٥) روايته في الديوان والأغاني :
ألم يأن للسفر الذين تحملوا |
|
إلى وطن قبل الممات رجوع |
(٦) الأصل : «غيره يطفن» والمثبت عن الديوان والأغاني.