لا تأخذي بظلامتي أحدا |
|
طرفي وقلبي في دمي اشتركا |
قال : وقرأت على الحسن بن علي الجوهري ، عن أبي عبيد الله المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، نا محمّد بن يزيد النحوي ، قال : حدّثني من سمع دعبلا يقول : أنشدت أبا نواس شعري :
أين الشباب وأيّة سلكا |
|
لا أين يطلب [ضل](١) بل هلكا |
لا تعجبي يا سلم من رجل |
|
ضحك المشيب برأسه فبكا |
فقال : أحسنت ملء فيك وأسماعنا قال : وكان والله فصيحا.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنبأ سهل بن بشر ، أنبأ محمّد بن الحسين بن أحمد بن السري ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع نا أبو هفّان قال : أنشدني دعبل لنفسه (٢) :
وداعك مثل وداع الحياة (٣) |
|
وفقدك مثل افتقاد الدّيم |
عليك السلام فكم من وفاء |
|
أفارق منك ، وكم من كرم |
فقلت له : قد أحسنت غير أنك سرقت البيت الأول [من](٤) الربعيين. النصف الأول من القطامي :
ما للكواعب ودعن الحياة بأن |
|
ودعيني واتّخذن الشيب ميعادي |
والنصف الثاني من ابن بجرة حيث يقول :
عليك سلام الله وقفا فإنني |
|
أرى الموت وقاعا بكلّ شريف (٥) |
فقال لي : بل الطائي والله سرق هذا البيت بأسره من ابن بجرة في قصيدته التي تعرف بالمسروقة رثى بها محمّد بن حميد الطوسي وأولها :
__________________
(١) زيادة للوزن عن الديوان ص ٢٤٩ وتاريخ بغداد ٨ / ٣٨٥.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٢٨٦ قالها في الوداع.
(٣) الديوان : الربيع.
(٤) الزيادة عن بغية الطلب ٧ / ٣٥٢٥.
(٥) البيت في بغية الطلب ٧ / ٣٥٢٦ وانظر تخريجه في مختصر ابن منظور ٨ / ١٧٥.