كذا فليجلّ الخطب أو يقدح الأمر |
|
وليس لعين لم ينص ماؤها عذر (١) |
إلى قوله :
عليك سلام الله وقفا فإنني |
|
رأيت الكريم الحرّ ليس له عمر (٢) |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنبأ أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبري ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت ، نا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (٣) ، أخبرني محمّد بن يزيد ، حدّثني الحسين بن دعبل بن علي الخزاعي ، حدّثني أبي قال : بينا أنا جالس على باب دار كنت أنزلها في الكرخ إذ مرت بي غصن جارية بن الأحدب وكانت شاعرة مغنية يبلغني خبرها ، ولم أكن شاهدتها فرأيت وجها جميلا وقدا حسنا ، وقواما وشكلا ، وهي تخطر في مشيتها وينظر في أعطافها فقلت لها :
دموع عيني بها انبساط |
|
ونوم عيني به انقباض |
فقالت مسرعة :
ذاك قليل لمن دهته |
|
بلحظها الأعين المراض |
فقلت :
فهل لمولاتي عطف قلب |
|
أم للذي في الحشاء انقراض |
فقالت :
إن كنت تهوى الوداد منا |
|
فالودّ في ديننا قراض |
فما دخل أذني كلام أحلى من كلامها ، ولا رأت [عيني](٤) أنضر وجها منها ، فعدلت بها عن ذلك الروي فقلت :
أترى الزمان يسرّنا بتلاق |
|
ويضم مشتاقا إلى مشتاق |
__________________
(١) البيت من قصيدة لأبي تمام الطائي ديوانه ص ٣٥٥ وروايته :
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر |
|
فليس لعين لم يفض ... |
(٢) ديوانه ص ٣٥٧.
(٣) الخبر والشعر في الأغاني ١٩ / ٤٧ ـ ٤٨ في أخبار مسلم بن الوليد ، وبغية الطلب ٧ / ٣٥٢٦ ـ ٣٥٢٧.
(٤) الزيادة عن بغية الطلب ، وفي الأغاني : ولا رأيت أنضر.